كم هو إحساس صعب حينما تكتشف أن تدفع ثمن ظنونك الطيبة وأن الواقع ليس كما تراه دائماً. كم من المرات نكتشف أننا كنا مفرطين في الطيبة أو ساذجين ربما. كم من المرات نشعر بأننا نحتاج أن نكون أكثر ذكاء.
نكتشف لاحقاً أن الصور المضئية التي نراها، قليل منها في الواقع، كثير منها في الخيال. بقدر ما نحلم، بقدر ما نكتشف أن هناك فرقا شاسعاً بين الصورة وظلالها، بين ما نمتنى وبين ما هو موجود. حينما يخذلنا الأشخاص الذين راهنا عليهم
التجارب رغم كل مراراتها إلا أنها تحمل خيرها في داخلها. تهدينا حكمتها وموعظتها حتى لو بعد حين.فان الأوقات الصعبة هي أفضل كاشف عن جوهر البشر.فالناس مواقف والحياة تحكم هذ المواقف..وفي المواقف تظهر معادن الناس فيظهر المعدن الأصيل من المزيف فالمعدن الأصيل كالذهب لا يمكن أن يذهب بريقه ولا لمعانه والمعدن المزيف كالألمونيوم ينثني وينكسر ويفقد قوته وبريقه بسرعة فائقة من أول موقف
*•~-.¸¸,.-~*سقوط الاقنعة*•~-.¸¸,.-~*
كم من "جميل - لطيف" ظهر بقبحه في الاوقات الصعبة وكم من "دميم - مخيف" ظهر بعظمته وشهامته وكل ذلك يعرفه
العقلاء عندما تنطفىء الأنور ..في الأوقات الصعبة تظهر حقائق النفوس
فهل ترون أهمية لسياسة "منح الفرص للآخرين" ليعودوا إلى الحق ويثبتوا بأنهم ارتكبوا ما يستوجب الاعتذار ؟؟ أو أن أحكامهم أو قراراتهم كانت جائرة أو ظالمة ؟؟
لقد أمرنا الله بالتغافر وكذلك أمرنا "بالتغافل" لكن لا يجب أن نمرر كل شىء وكأن الظلم جائز والجور فائز
ولنتذكر جميعاً أن الحياة مدرســة لن نتعلم منها إلا إذا مررنا بتجاربها ولن نعرف أهلها إلا إذا خالطناهم حينها بمقدورنا أن نقرر هل نصفح ونسامح من أخطأ أم نتركهم للأيام تثبت لهم اخطاءهم
لا يغرنكم البريق والتوهج لا تغرنكم تلك الهالات
ولا تحزن أن ظهر لك المعدن الحقيقي ولكن تعلم
أن تفرق بين الذهب الحقيقي والذهب المزيــف
بين الماس والصفيح
رغم أن الحياة ليست أشخاص ، إلا أنه هناك أشخاص هم لنا كل الحياة تظهر معادنهم وقت الشدائد
ناس كالذهب لا يتغيرون مهما مرت السنين ومهما تكالبت عليهم الدنيا
لهم بريق الماس وصلابه الحديد فيبهرك بلمعانهم وشده توهجهم