نعلم جيدا أن الله عز وجل نفخ فى سيدنا آدم من روحه وفضله عن سائر مخلوقاته فى الأرض وكرمه ونعمه وتوجه بالعقل الذى أصبح الآن غائبا، وعندما انقسم الإنسان إلى غنى وفقير، أصبح ثمن الإنسان الفقير بخس فنسمع أن إنسان قتل إنسانا وأهدر دمه وذلك خلافا على مبلغ مائة جنيه فأصبح ثمن الضحية مائة جنيه، وهناك أقل بكثير، وهناك أرى مجموعة من الناس ملقين على الأرض داخل مستشفيات حكومية لتلقى العلاج ومنهم من لا يجدون العلاج، فيموتون أو يدفعون حياتهم ثمن الإهمال ومن الناس الذين يموتون لعجزهم عن امتلاك ثمن الأدوية الباهظة الثمن فالنهاية واحدة الموت وأرى هناك من الناس ملقيين على الأرصفة لا يوجد لهم دخل ..مجرد لوحة تعبر عن مصر المحروسة عفوا إللى كانت محروسة .
وأرى هناك أطفالا فقراء يتسولون هنا وهناك وتتبعثر حولهم أحلام الطفولة وبعضهم يموتون من إهمال داخل المدارس والمستشفيات ومن الفقراء من يقومون بالانتحار بمرورهم بضائقة مالية وهناك من الناس الفقيرة من تهان كرامتهم داخل المؤسسات الحكومية والإجراءات الروتينية المعقدة والانتظار المرير للمواصلات التى كثيرا لا تأتى بعد طول الانتظار وحملات التبرع بالدم الذى يأخذونه من إنسان فقير ويعطونه المقابل زجاجة عصير حتى أصبح ثمن لتر الدم زجاجة عصير ويقومون ببيعه لإنسان آخر فقير بمئات الجنيهات وأخيرا من قتلوا برصاص الغدر بميدان التحرير، كانوا يقتلونهم دون ثمن ومن الناس من هم ضحايا غياب الأمن من الشارع ومنهم من يدفع حياته ثمنا لعبور الطريق، ومن الفقراء من يفضل الموت على الحياة داخل هذا المجتمع لأنه لا يجد طريقا غير هذا فالإنسان الفقير، هو الذى لا يملك المعارف والواسطة وحق التوريث وإبداء الرأى ولكن عليه أن يدفع فواتير الكهرباء والمياه والمواصلات والتعليم والضرائب وهو أيضا من يتحمل الضغوط وزيادة الأسعار وروتين المصالح الحكومية والمعاملة السيئة وأعباء العمل وتأخر المواصلات وإهمال المستشفيات وغياب الأمن والإهمال داخل المدارس ولا يجد فى النهاية مقابلا غير الضغط والسكر، وما شابه ففى العهد السابق كان ذوو السلطة يسرقون مرارا من الإنسان الفقير كرامته وحلمه وعرضه وماله ودمه وأعضاء جسده وحتى صوته فى الانتخابات وسرقة جسده بعد الممات وحقه فى السكن والزواج فنرى الإنسان الفقير فى النهاية هو الذى يدفع الثمن دائما ويبقى هو دون ثمن . فإلى متى؟ .