أم سلمة رضي الله عنها .. هند بنت أبي أمية المخزومي .. علم من أعلام التربيةالإسلامية الخالدة ..نقف مع حديث روته لنا ننهل من معينه دورسا رائعة في التربية هاهي تفقد أغلي مافي حياتها .. حين وصلها نبأ أستشهاد زوجها أبي سلمه رضي الله عنه .. يرد... علي بالها ذلك الخاطر الحبيب إلي نفسها وهي تصغي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في موعظته البليغة ( ما من مسلم تسيبه مصيبة فقال ما أمره الله : إنا لله وإناااليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، وأخلف لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراًمنها ). وهاهو لسانها يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها - استجابة لأمر الله ورسوله .. وتسائل نفسها : ومن خير من أبي سلمة ؟ إن قلبها ليتفطر .. تذكر دمعها المرار .. ثم تحس بدمعات غرار تهطل منها تبلل وجنتيها . هيهات .. لقد مضي زوجها الحبيب إلي غير رجعة .. وتذكر الدعاء .. وتستجيب المسلمة الصابرة لله ورسولة ( إنا لله وأنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها وتمر الأيام بطيئة ثقيلة .. وتشارف أيام العدة علي الأنتهاء .. والشهيد الغالي في قلبها قرير . وانقضت العدة .. وبدأ القلق يساورها من الخاطبين .. وودت لو تغلق بابها عليها .. فما لها من أرب بالرجال بعد أبي سلمة. وتقدم أبوبكر الصديق رضي الله عنه لخطبتها .أهو هو خير من أبي سلمة : ثاني إثنين إذ هما في الغار وأول الأمة إسلاماً . ومن واسي رسول الله بنفسه وماله . وما كادت يقر لها قرار حتي خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه . أهو هو خير من أبي سلمة : فاروق الأمة .. من أعز الله به الأسلام .. أنها لتعرف من عمر .. ومع ذلك فلأبي سلمة في قلبها من الحب والأكبار مالا يطاله عمر وأعتذرت في رفق وأشرقت الشمس عليها ذات صباح .. ومضت سحابة من النهار لتنتبه علي طرق الباب عليها .. وعرفت أنه حاطب بن أبي بلتعة ، ترى يريد الزواج ؟! لكنها فوجئت بالنبأ المذهل : إنه يخطبها لرسول الله صلي الله عليه وسلم !! أم سلمة ... لرسول الله ؟!يالها أمنية أغلي من قبض القمر بيمنها عند أم سلمة ، أو ترنو في الدنيا إلي أعظم من سيد الخلق ليكون لها زوجاً وتصبح أماً للمؤمنين في الأرض ؟! ماذا تجيب ؟ من هي حتي يتزوجها رسول الله ؟! وقفز أعنف خاطر وأحبه لتقل :نعم .. نعم .. بملء فيها . حزمت أمرها .. وقالت وهي تعلم أنها تخسر العز العظيم بين الناس .. وليكن .. فمرضاة رسول الله أهم بكثير من تلبية عواطفها المضطرمة - قالت كلمتها الحاسمة : ومضي حاطب بالخبر .ز وأغلقت الباب ضارعة في قلبها إلي الله .ز والصوت يرن في أعماقها : ( إلا أخلف الله له خيراً منها ) وأمسكت رأسها بيدها تحاول أن تدفع التفكير فلا تجد سبيلا إلي ذلك . ثم يطرق الباب ثانية . فتفيق من ذهولها وشرودها مرتاعة .ز حاطب يعود ثانية فيخفق قلبها بعنف وتسمع الجواب : ( أما أنك مسنة ، فأنا أكبر منك . وأما الغيرة ، فيذهبها الله عنك . وأما العيال فإلي الله ورسوله ) قالت علي مسمع الدنيا بعد أن أعذرت إلي الله ورسوله نعم نعم