الي كل أمرأة مسلمة , الي كل أم , الي كل أبنة لم تصل الي درجة الأمومة بعد لتتعلم وتعلم.
أقول:
من منكن مثل هذه الأمثلة التي أرويها لكم , أنهن أمهات مسلمات يجب أن تقتدى بها كل أم مسلمة وهي تقوم بعملية التربية والتنشئة لقائد المستقبل .
يحكي لنا التاريخ الإسلامي نماذج لأمهات صالحات كان لهن دور كبير في تنشئة رجال عظماء في شتي مجالات الحياة منهن علي سبيل المثال .
صفية بنت عبدالمطلب :أم الزبير بن العوام : رضي الله عنه توفي والده فنشأته أمه صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله -صلي الله عليه وسلم - علي الخشونة والفروسية حتي صار من حوارى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وابرز فرسان الصحابة .
أم أبي هريرة - رضي الله عنه - نشاء يتيما بعد وفاة والده فربته أمه وكان يرعي الغنم لقومه , ثم أسلم وصحب رسول الله - صلي الله عليه وسلم وأصبح راويا لأكثر السنة المطهرة وأشهر المحدثين .
أم سفيان الثورى - العالم الرباني الذى نشأ يتيما فتولت أمه الإنفاق عليه ليتعلم فقالت له : يابني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي , وقالت له مرة يابني إن كتبت عشرة أحرف فأنظر هل تري في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك , فإن لم تر ذلك فأعلم أنها تضرك ولا تنفعك.
أم أبو يوسف - صاحب الأمام أبي حنفية يقول عن نفسه : توفي أبي وخلفني صغيراً في حجر أمي , وليس له مال إلا ما تطعمه أمه من عمل مغزلها , حتي تولي الإمام أبو حنيفة الإنفاق عليه ليتعلم حيث رأى فيه النجابة والذكاء
ومنهم الأمام الشافعي : الأمام الكبير الذى توفي أبوه وهو صغير فتولت أمه رعايته فسافرت به من الشام إلي مكة خوفا عليه من ضياع نسبه الشريف وفيها تعلم وحفظ القران والحديث والأنساب واللغة وصار إماماً و صاحب المذهب الشافعي الذى ذاع صيته في أركان الخليقة.
ومنهم الأمام أحمد بن حنبل : الأمام الفقيه المحدث فقد مات أبوه وهو جنين في بطن أمه فعاش حياة مليئة بالفقر والحاجة ومع ذلك هيأته أمه للعلم والتصدر يقول عنها : كانت توقظني قبل صلاة الفجر بوقت ليس بالقصير وتدفىء لي الماء في الشتاء وتلبسني اللباس ثم نصلي أنا وإياها ما شئنا - التهجد - ثم ننطلق إلي المسجد - وكان عمره عشر سنوات - وتبقي معه إلي منتصف النهار تنتظر فراغه من طلب العلم وحفظ القران , فلما بلغ الخامسة عشر سنة قالت له : سافر لطلب الحديث فإن طلب الحديث هجرة في سبيل الله , وأعدت له أرغفة الشعير وبعض متاع السفر .
وأمثلة كثيرة من واقع كثير من العلماء والقادة والعظماء الذين كان لأمهاتهم الأثر العظيم في ترسيخ مبادىء القيادة في أنفسعم منذ صغرهم فصاروا عظماء في الكبر