تتفادى الازدحام وتنذر السائقين الآخرين بمحاذير الطريق
لندن: «الشرق الأوسط»تصور وأنت تقود سيارتك، السيارات التي تسبقك على الطريق وهي تقوم بإخطارك بوجود مصيدة للقبض على السائقين المسرعين، أو تبليغك عن وجود مطعم قريب يوصي به الجميع على صفحات «فيس بوك»! هذا ما تطمح إليه شركة «فورد»، بتوظيف تقنيات واجهات التفاعل الحالية المتوفرة في السيارات بالاشتراك مع الشبكات اللاسلكية والهواتف الذكية.
وكان فينكاتيش براساد رئيس الدائرة الفنية في قسم تصميم المركبات والإلكترونيات المعلوماتية في «فورد»، قد تحدث عن التقنيات الجديدة الواعدة في معهد ماساشوستس للتقنية (إن آي تي)، ونقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية أن الشركة تقوم باختبار شبكة تربط بين السيارات والتطبيقات التي أساسها في السحاب الإلكتروني، وأنها تحاول الوصول إلى أبعاد جديدة واكتشافها، فالمعيار «ليس هو الذي يوجد في السيارة، بل بما هو موجود في يد السائق»، مشيرا إلى تقنية الهواتف الذكية.
شبكة «سيّارة»* وتقول الشركة إن شاشات اللمس التفاعلية في سيارات اليوم، حتى تلك التي تستخدم تقنيات الشرائح الإلكترونية المتكاملة، تعتمد على دورات التطوير التي مدتها عشر سنوات في صناعة السيارات، مما يعني الوقت المقدر للسيارة على الطريق، والذي يعني أحيانا أن التقنية المتوفرة لدى قيام بعضهم بشراء السيارة، تكون عند ذاك قد أصبحت بالية قديمة العهد. لذا تعتقد «فورد» أن الاستثمار في تقنية اليوم قد لا يكون مجديا على المدى الطويل، كاستثمار المال في تشييد واجهة تفاعل للشبكات، وتقنيات لوصل الأجهزة ببعضها، التي تتيح المجال للاتصالات بين الجيل المقبل من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وتتطلع «فورد» إلى اليوم الذي لن يكون بعيدا جدا عندما تصبح هنالك رحلات على الطرقات بشبكات اجتماعية.
ومثال على ذلك قامت «فورد» في الصيف الماضي بتوفير الفرصة لأربعة تلاميذ لتطوير تطبيقات لسيارات «فياستا»، وبالتالي قيادتها من ميتشغان إلى كاليفورنيا. واختار هؤلاء الطلاب تطوير تطبيق يعمل بلمسة واحدة من شأنه تنبيه السيارات الأخرى فورا عن وجود مصايد للقبض على السائقين المسرعين بالجرم المشهود. فعندما يجري توقيف السيارة الأولى لتجاوزها السرعة المحددة، يجري أيضا إخطار السيارات الثلاث الأخرى فورا، لكي تتباطأ في سيرها.
فحص سكر الدم* وهناك تطبيق آخر تجري تجربته اليوم ويقدم للسائقين المصابين بداء السكري أسلوبا للكشف عن مستوياته في الدم، وبالتالي تلقي المشورة حول موعد الاختبار وموعد تناول الطعام. ويقوم التطبيق بالجمع بين تقنية التعرف على الصوت من «نيوانس»، مع خدمة رصد الوضع الصحي من «ويل دوك».
وقد عرضت التقنيات الموضوعة على سيارة «فورد إكسبلورر» كانت متوقفة أمام مختبر الوسائط المتعددة في «إم آي تي». وعندما يتم ضغط السائق على زر، تسأل السيارة عن الخدمة المطلوبة. ويرد السائق «غلوكوز». وإذا بالخدمة هذه تبلغه عن آخر قياس لمستوى الغلوكوز في دمه، ومن ثم تنصحه بضرورة إعادة الفحص، لأنه كان منخفضا، وبالتالي ضرورة تناول بعض المأكولات الغنية بالكربوهيدرات. ولكون نظام «جي بي إس» للملاحة في السيارة يعرف موقعها، فقد قام بتوصية أقرب مكان تتوفر فيه هذه الأطعمة الغنية بهذه المواد. وهذه الخدمة لا تقوم بقياس مستويات الغلوكوز في الدم، بل تعتمد على البيانات التي تجري تغذيتها بها، بحيث أنها تعمل كعامل تذكير أو مستشار.
وبمقدور تقنية «جي بي إس» في المركبة إخطارها بتغيرات الطقس المتوقعة، ومناطق ازدحام السير. ومثال على ذلك إذا صادفت السيارة الأمامية مطرا شديدا وطريقا زلقا، يجري تعديل نظام منع إغلاق المكابح للتعامل معهما وفقا للظروف. أما إذا حصل حادث على الطريق، يقوم نظام الملاحة باقتراح طريق بديل. وأشارت الشركة إلى أن الناس يقضون ما معدله 47 ساعة سنويا مأسورين في سياراتهم بسبب ازدحام السير، وهذا ما يوازي عطلة أسبوع كامل.