عندما أشرقت شمس الإسلام ونزل مطر الهدي على هذه الأمة تحول نباتها الفاسد إلي نبات صالح ومنذ تلك اللحظة أعلنت الارض ميلاد أمة عظيمة , وبداية لتاريخ جديد أصبح هو الاَن خير فترات التاريخ لهذه الأمة التي أصبحت الاََن طيراً يتساقط من كثرة الطعنات ، ودولة عربية اسلامية تتشرذم أجزائها وتتصارع من أجل سقوط كل أجزائها ومحو تاريخ ظل طوال القرون الماضية شرفاً لهذه الأمة . فهل نريد ان نخسر تاريخنا ايضاً وهو كل ما أصبح لدينا من ممتلكات الكرامه ؟
وعلينا الاَن أن نتساءل ونبحث عن سبب هذا الأنهيار , هذا السبب الذي يبدو أمامي وبكل وضوح في غياب المسئولية والسعي لتحقيق المصالح الشخصية دون النظر الي المصالح العامة . وانا مؤمن بان هذه الكلمة التي تبدو بسيطه لها أثر السحر لتقدم الدول ورقيها , وعلي الجانب الاَخر فغيابها يؤدي إلي زحزحة الأمم الي الجحيم الذي اوشكنا أن ننفي من هذه الارض بسببه . والمسئولية فى معناها البسيط " هى أن تكون مسئول عن كل افعالك وتتحمل بناءً علي ذلك نتائج اخطاءك , وعندما ننظر الاَن الي واقعنا نرى اننا اصبحنا مجردين من أي مسئولية ولكن فقط نتظاهر اننا مسئولين لكي نصل الى كراسي المسئولية وعندها نتنكر لأية مسئولية وكأنها كانت ثلج فذاب بشروق شمس الجحيم . فتصوروا أمه لا يتحمل رجالها المسئولية وفقط يبحثون عن مصالحهم الشخصية وعندما نحاسبهم يرمون بالمسئولية علي غيرهم .
وبعد ان وصفنا واقعنا وحاضرنا الذي حبس المسئولية في قفص لكي لا تخرج منه لتحاسبه عن افعاله وجرائمه ان ننظر الي واقعنا ولكن بشئ من الخيال فنتصور ان المسئولية حررت من أسرها فعاد التاريخ يكتب أمجادنا من جديد -أامجادنا فى الحاضر لا فى الماضي - في هذه اللحظة نري أعلامنا ترفرف حولها طيور السلام تصيح بأعلي الأصوات معلنة النصر والمجد لهذه الأمة المسئولة وتخيف من تخول له نفسه انه يستطيع إسقاط هذه الأعلام .
ولنعود الي الواقع ونبحث عن العلاج لهذه المشكله فنري انه يكمن فى جملة " كن مسئول كفرد عن افعالك وتحمل مسئولية اخطاءك وأستفد دائما منها لكي تصبح رجل مسئول " والمسئولية هنا واجبة على كل فرد فليس شرط ان تكون سياسي او فى منصب من مناصب الدولة لكي تكون مسئول , وأعلم انك مسئول عن نفسك وعن افعالك وعن من ترعاهم وقبل كل ذلك فأنت مسئول امام خالقك - الله عز وجل - فعندما تفعل خطأ حاسب نفسك عليه ولا تكرره وعندما تعمل اتقن عملك لانك مسئول عن هذا العمل وعندما تري خطأ لابد ان تصلحه - على قدر استطاعتك وباسلوب جيد - واعلم انك مسئول مهما كان عملك.
فيا من تريدون التقدم والرقي وتعلنون كل يوم عن هذه الرغبة أعلموا انه لا يتحقق الا عندما نتحمل المسئولية فهي بداية الطريق الذي سوف يصل بك الي القمة التي طالما كنت مسئول ارتكزت عليها ولكن لو اهتزت هذه المسئولية فسوف تسقط من على القمة , فهل سنصعد الي القمة مره أخري ؟ هذا يتحقق عندما نشعر بالمسئولية.