وفي السياق، اختلف أنصار «التيار السلفي الجهادي»
في الأردن في ما بينهم خلال تظاهرة نظموها، على بعد نصف ميل من السفارة
الأميركية غرب العاصمة الأردنية على التوجه إلى محيطها بضاحية دير غبار
الراقية، داعين إلى إغلاق «وكر التجسس» وطرد السفير ستيوارت
جونز وطاقمها، وتوعدوا الإدارة بالأفعال لا بالأقوال.
وهدد المتظاهرون الإدارة الأميركية بـ«الأفعال بدلاً من الأقوال التي تمس الرسول»
ورفعوا لافتة كتب عليها «وإذا كان سبّ نبينا حرية لأقوالكم فلتتسع صدوركم
لحرية أفعالنا».واختلف أنصار التيار السلفي خلال تظاهرتهم في ما بينهم على
التوجه إلى محيط السفارة الأميركية، غير أن الرأي استقر في النهاية على البقاء
بعيداً نصف ميل عن السفارة التي أحاطت بها قوات أمنية مكثفة.
ودعا القيادي البارز في «التيار السلفي الجهادي» سعد الحنيطي إلى إغلاق ما
وصفه بـ«وكر التجسس» في إشارة إلى السفارة الأميركية، زاعماً أن «السفارة
الأميركية في عمان كانت مركزاً انطلقت منه خطط احتلال العراق».
وفي العراق، تظاهر آلاف العراقيين في عدد من المدن الرئيسية، بينها بغداد، مطالبين
لليوم الثاني بطرد السفير الأميركي وخرج المئات من أهالي منطقة الأعظمية بعد صلاة
الجمعة في جامع الإمام الأعظم في بغداد إلى الشوارع المحيطة للتعبير عن رفضهم
للفيلم وهم يهتفون «إلا رسول الله» وقال الشيخ عبد الستار عبد الجبار في خطبة الجمعة
إن «الأميركيين يصدرون الديموقراطية ولا يعملون بها، فلو كان الفيلم يمسّ ديانتهم
لانتفضوا ورفضوا ذلك» وعمت التظاهرات شوارع كربلاء، والرمادي، والنجف وديالى
والموصل وبابل والبصرة منددة بالفيلم، تخلّل بعضها إحراق العلمين الأميركي
والإسرائيلي وفي البحرين، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة منامة للاحتجاج
على الفيلم مطالبين بمثول المسؤولين عن إنتاجه أمام القضاء وفي ما يتهلق بالسودان،
رفع متظاهرون في العاصمة علم الإسلاميين الأسود فوق السفارة الألمانية في الخرطوم
بعد إنزال العلم الألماني. وكان المتظاهرون قد رشقوا السفارتين بالحجارة وحاولوا كسر
السياج الخارجي لهما، ما دفع الشرطة الى إطلاق الغاز المسيل للدموع لمنعهم
من دخول المبنيين وفي الإطار نفسه، فقد تظاهر نحو 500 إسلامي في جاكرتا
الإندونيسية، احتجاجاً على الفيلم، معتبرين أنه «إعلان حرب» وأعلن الناطق
باسم حزب «التحرير الإسلامي» الذي دعا إلى التظاهر أن «هذا الفيلم يهين نبينا،
إننا ندينه، إنه إعلان حرب»، مضيفاً وهو يخاطب المتظاهرين أمام السفارة الأميركية
في أندونيسيا «يجب على الحكومة الأميركية أن تضع حداً لهذه الهمجية»،
ومؤكداً أن «إهانة النبي جزاؤها الإعدام» من جهة أخرى، أكد مسؤول أمني
أندونيسي نشر «ما بين 300 إلى 400 شرطي تحسباً لأعمال عنف مثل التي
وقعت في ليبيا» وكانت السفارة الأميركية قد بثت على موقعها الإلكتروني على
الإنترنت تحذيراً للأميركيين أوصتهم فيه بتجنب التجمعات، وحذت حذوها السفارة
الفرنسية وفي ماليزيا، سار عشرات الأشخاص حتى مقر السفارة الأميركية
في كوالا لامبور وسلموها رسالة تدعو إلى ملاحقة مخرج
الفيلم بتهمة ارتكاب «جريمة ضد الإنسانية».
لا علاقة لواشنطن بالفيلم
من جهة أخرى، أعلن رجل ادّعى أنه صاحب الفيلم أنه لا علاقة للولايات المتحدة بالفيلم،
مضيفا إنه «غير نادم» ويفكر ببثه كاملاً وجاءت تصريحات الرجل في مقابلة أجرتها
إذاعة «راديو سوا»، والتي قالت إنه مصري، وإن مصادر أكدت لها أنه نيكولا
باسيلي نيكولا وأعلن الرجل أن «أميركا لا علاقة لها بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد».
وعبر الرجل للإذاعة عن حزنه لمقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريس ستيفينز وزملاء
له معتبراً أن «أميركا تعرضت للظلم في هذا الموضوع. أشعر بالحزن على مقتل السفير،
لكني لست نادماً على بث الفيلم»، ومضيفاً إن «الفيلم ملكي أنا، وطوله حوالى ساعتين،
وكل ما وضعته على الإنترنت 14 دقيقة فقط وأفكر حالياً في وضعه كاملاً ولم يحرّفه
أحد».وأشار الرجل إلى أنه لم يتوقع أن يثير الفيلم كل ردود الفعل القوية هذه، ودعا
المسلمين إلى «مشاهدة الفيلم كاملاً قبل أن يصدروا أحكامكم»، مضيفاً «
قرأت القرآن وقرأت بالإضافة إلى ذلك أكثر من ثلاثة آلاف كتاب إسلامي،
ومنها أخذت كل ما جاء في الفيلم»ولم يفصح الرجل عن هويته الحقيقية،
إلا أن الإذاعة أكدت أنه «منتج الفيلم ومخرجه أيضاً».