أجوبة سديدة...
* سأل الحجاج يومًا الغضبان بن القبعثري عن مسائل يمتحنه فيها.
فقال له: من أكرم الناس؟
قال: أفقههم في الدين، وأصدقهم لليمين، وأبذلهم للمسلمين، وأكرم للمهانين، وأطعمهم للمساكين.
قال: فمن ألأم الناس؟
قال: المعطي على الهوان، والمقتر على الإخوان، الكثير الألوان.
قال: فمن أشجع الناس؟
قال: أضربهم بالسيف، وأقراهم للضيف، وأتركهم للحيف.
قال: فمن شر الناس؟
قال: أطولهم جفوة، وأدومهم صبوة، وأشدهم قسوة.
قال: فمن أجبن الناس؟
قال: المتأخر عن الصفوف، المنقبض عن الزحوف، المرتعش عند الوقوف، المحب ظلال السقوف، الكاره لضرب السيوف.
قال: فمن أثقل الناس؟
قال: المتفنن في الملام، الضنين بالسلام، المهذار في الكلام، المقبقب على الطعام.
قال: فمن خير الناس؟
قال: أكثرهم إحسانًا، وأقومهم ميزانًا، وأدومهم غفرانًا، وأوسعهم ميدانًا.
قال: فمن العاقل والجاهل؟
قال: العاقل الذي لا يتكلم هذرًا، ولا ينظر شذرًا، ولا يضمر غدرًا، ولا يطلب عذرًا، والجاهل هو المهذار في كلامه، المنان بطعامه، الضنين بسلامه، المتطاول على إمامه، الفاحش على غلامه.
قال: فما الحازم الكيس؟
قال: المقبل على شأنه التارك لما لا يعنيه.
قال: فما العاجز؟
قال: المعجب بآرائه، الملتفت إلى ورائه.
قال الحجاج: هل عندك من النساء خبر؟
قال: بشأنهم خبير! إن النساء من أمهات الأولاد بمنزلة الأضلاع، إن عدلتها انكسرت ولهن جوهر لا يصلح إلا على المداراة، فمن دارهن انتفع بهن وقرت عينه، ومن شاورهن كدر عيشه وتكدرت عليه حياته وتنغصت لذاته، فأكرمُهُنَّ أعفُّهُنَّ، وأفخر أحسابهنَّ العفَّة، فإذا زلن عنها فهنَّ أنتن من الجيفة.
***