حال السلف مع الصدقة:
قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل !!
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن المبارك .
قال أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ) كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
ومن ذلك ما وقع لأحد الصحابة مع زوجته : فهذه سعدى امرأة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه دخل عليها زوجها يوماً من الأيام ، فرأت منه ثقلاً أي عدم نشاط كحال المهموم فقالت : مالك ، لعله رابك منا شيء فنعتبك - أي نطلب رضاك عن الإساءة – قال : لا ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ، ولكن اجتمع عندي مال ، ولا أدري كيف أصنع به ؟ قالت : وما يغمك منه ؟ ادع قومك فاقسمه بينهم : فقال : يا غلام ، علىّ بقومي – فسألت الخازن : كم قسم ؟ قال : أربعمائة ألف !!!.رواه الطبراني بإسناد حسن ، انظر : صحيح الترغيب (912) .
فانظروا وتأمّلوا في هذه القصة :
* تاجر همه اجتماع المال عنده ، يبحث له عن مخرج يرضي ربه تعالى ، ليكون له ذخراً عند الله تعالى .
* وزوجة يا لها من زوجة لم تقل لزوجها : نحن أحوج إلى المال ، وأين مستقبلنا ومستقبل الأولاد ، بل أعانت زوجها على الخير والنفقة في سبيل الله .
* ثم هي أيضاً امرأة كريمة تحت صلة رحم زوجها، فقالت : ادع قومك ، فليست بحسودة ولا من يحصر فضل زوجها على أقاربها هي :فتأمَّلُوا هذه الأحاديث ، والحوادث لسلفنا الصالح .
فهذا أبو طلحة الأنصاري لما نزل قوله تعالى : (( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) (آل عمران : 92) قال : يا رسول الله ! إن الله تعالى قال : (( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) .
وإن أحب أموالي إليّ (بيروحا) بستان جميل في المدينة وإني جعلتها في سبيل الله .
وهكذا أوقفها في حياته وقصته في الصحيحين وغيرهما .رواه البخاري : (2758) ، ومسلم (998) .
وهذا عمر رضي الله عنه لما جاءته سهامه من خيبر جعلها في سبيل الله تعالى فحبسها في الأقارب والفقراء والمساكين . رواه البخاري (2737) ومسلم (1632) .
هل نبدأ المساهمة ؟؟؟؟وهل سننجح مع ذواتنا ؟؟؟؟ ياليت ..ومن الآن ...
تعالوا نعقد الصفقة مع الله عزوجل ...
تعالوا نبيع ...فالــــلــــه......... ..الــــلــــه هو المشتري...هل شعرتم بعظم هذا الأمر ؟؟؟؟ إذن تصدقوا وبسرعة
الدال على الخير كفاعله