قلب حنون صاحب الموقع
الابراج : عدد المساهمات : 1440 برجي هو : تاريخ الميلاد : 26/03/1978 تاريخ التسجيل : 16/04/2012 العمر : 46 الموقع : https://goloob.yoo7.com العمل/الترفيه : موقعى الساعة الآن :
| موضوع: سوءُ الخُلق و الحِرمان من بَِركة العِلمَ! السبت يوليو 21, 2012 4:48 am | |
| فائِدةٌ؛ عسى ربّي أن ينفعَنا بها أخيّاتي.
،’
مُقتطفٌ من صَيد الخاطَر لابن الجوزيّ: *********** العلاقةُ بين سوء الخُلق و الحِرمان من بِركة العِلم
اعلم أنه لا يتكبر إلا من استعظم نفسه ، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال ، وجماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي ، فالديني هو العلم والعمل ، والدنيوي هوالنسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار ، فهذه سبعة أسباب : الأول : العلم ،وما أسرعالكبر إلى بعض العلماء فلا يلبث أن يستشعر في نفسه كمال العلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم ويستخدم من خالطه منهم . وقد يرى نفسه عند الله تعالى أعلى وأفضل منهم فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه ، ويرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم ، وسبب كبره بالعلم أمران : أحدهما : أن يكون اشتغاله بما يسمى علما وليس علما في الحقيقة ، فإن العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه وخطر أمره في لقاءالله والحجاب منه ، وهذا يورث الخشية والتواضع دون الكبر ، قال تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [فاطر : 28] . ثانيهما : أن يخوض في العلم ، وهو خبيث الدخلة رديءالنفس سيئ الأخلاق ، فإنه لم يشتغل أولا بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات فبقي خبيث الجوهر ، فإذا خاض في العلم صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا فلم يطب ثمره ولم يظهر في الخير أثره ، وقد ضرب «وهب» لهذا مثلاً؛ فقال : العلم كالغيث ينزل من السماء حلواً صافياً فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ،وهذا ؛ لأن من كانت همته الكبر هو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبراً ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قدتأكدت عليه فيزداد خوفاً .
********************************
حفظكم ربّي ورعاكم. | |
|