الجدري المائي (( العنقز )) وتاثيره على الحامل والجنين وطرق علاجه
الإصابة بالجديري المائي في الطفولة تعطي مناعة ضد المرض فلن تتكرر العدوى ثانية إلا في حالات بسيطة يتعرض لها البالغون نتيجة لنقص المناعة وقد تكون هذه الإصابة خطيرة خاصة في السيدات أثناء الحمل، فالإصابة قد تؤثر بالسلب على الجنين والطفل بعد الولادة.
وعن إصابة الحامل بالجديري المائي والاحتياطات الواجبة لتفادي المضاعفات الخطيرة له
يقول الدكتور/ أسامة محمود عزمي استشاري أمراض النساء والولادة بالمركز القومي للبحوث:
المرض ينتقل عن طريق العدوى إذا تواجد شخص مع مريض لمدة دقيقة في مكان واحد.
وفترة حضانة المرض من 10 أيام إلى 3 أسابيع قبل ظهور الأعراض التي تبدأ بارتفاع درجة الحرارة وشعور بآلام بالجسد وآلام بالعظم والعضلات وظهور طفح جلدي على شكل بثرات مائية مصحوبة بالهرش وبعد بضعة أيام تنفجر البثرات وتغطى بقشرة تلتئم بعد ذلك ويمكن أن تنقل العدوى من المريض إلى الآخرين من يومين قبل ظهور البثور إلى أن تختفي القشرة وتلتئم البثور.
ويشير إلى أنه بعد الإصابة بمرض الجديري المائي يظل الفيروس بالجسم وينشط بعد عدة سنوات في حالة نقص مناعة الجسم وفي هذه الحالة يكون المرض معديا ومؤلما ويظهر في شكل التهاب في بعض أعصاب العمود الفقري والجمجمة على طول العصب المصاب ويظهر المرض على شكل طفح جلدي مثير للهرش ويجف الطفح بعد فترة وبعدها يكون القشرة. وفي حالة عدم الإصابة بالجديري للمحيطين بالمريض فقد يصابون به عند التعرض للسائل الذي تحتويه البثرات عند ملامسة المريض.
وعن علاقة الجديري المائي بالحمل ومدى إصابة الجنين به يقول الدكتور أسامة عزمي «إذا أصاب المرض السيدة في مرحلة الطفولة فسوف يستفيد طفلها من ذلك حيث يكتسب مناعة ضد المرض في فترة الحمل ولمدة 7 أيام بعد الولادة والتي يحمل فيها الأطفال مناعة أمهاتهم. أما إذا أصاب الجديري المائي الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل فهذا لا يشير إلى زيادة احتمالات الإجهاض فالدراسات تشير إلى أن إصابة الأم الحامل بالمرض لا تتعدى (3/1000) وعدد أقل من الأجنة يصاب به داخل الرحم.
أما بالنسبة لخطورة إصابة الأم بالمرض على الجنين فتعتمد على توقيت الإصابة فمع بداية الحمل وحتى الشهر الخامس «الأسبوع 20» فربما يصاب الجنين بنسبة من 1 إلى 2% من الحالات بالفيروس وقد يتسبب هذا في تدمير العين والساق والذراع والمخ والمثانة البولية والأمعاء وهذه الإصابة تظهر بالكشف بالموجات فوق الصوتية في حوالي الأسبوع السادس عشر
وحتى الأسبوع العشرين أو بعد خمسة أسابيع من إصابة الأم بالفيروس.
وفي حالة إصابة الأم بالفيروس في الأسبوع العشرين وحتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل فالأغلب لا يصاب الجنين بمشاكل داخل الرحم ولكن قد يستقر الفيروس داخل جسم الجنين وربما يظهر في شكل مرض التهاب الأعصاب في السنوات الأولى
من حياته ولكنه لن يكون أكثر خطورة من أي طفل آخر أصيب بنفس المرض.
ويشير د. أسامة عزمي
إلى أن إصابة الأم بالمرض بداية من الشهر التاسع يمكن أن يصيب جنينها بالجديري المائي داخل الرحم. وفي حالة إصابة الأم بالطفح الجلدي قبل ولادة الطفل بحوالي 7 أيام يصاب الجنين بالجديري المائي بصورة شديدة ويمكن أن تؤدي للوفاة نتيجة لشدة المرض. ولهذا تكون الولادة أكثر خطورة على الأم والطفل في هذه الحالة.وفي حالة الإصابة بالتهاب الأعصاب الفيروسي
خلال فترة الحمل فإن الجنين لا يتأثر بالإصابة وتظهر الأعراض خفيفة على الأم. . . .
العلاج
وعن علاج الأطفال في حالة إصابتهم بالمرض قبل الولادة مباشرة يقول د. عزمي يجب إعطاء حديثي الولادة عقارين مضادين لعلاج الجديري المائي: الأول يعمل على تقوية جهاز المناعة لفترة قصيرة ويصنع هذا العقار من دم المتبرعين وهذا العقار لا يمنع حدوث مرض الجديري المائي ولكنه يخفف من شدة الأعراض ويقلل من مضاعفاتها ولكن لابد أن يستخدم هذا العقار قبل ظهور الأعراض.
أما العقار الثاني فهو يساعد على تخفيف درجة الحرارة وتخفيف حدة الأعراض في حالة ما إذا بدأ العلاج خلال اليوم الأول من ظهور الطفح الجلدي. وفي حالة إصابة الطفل بعد 5 أيام من الولادة أو إذا ظهرت الأعراض خلال يومين بعد الولادة يعالج الطفل بعقار المناعة «دم المتبرعين» الذي لا يمنع الإصابة بالمرض، ولكنه سيساعد في تخفيف حدة الأعراض والمضاعفات
وفي حالة ولادة الطفل مصابا فإنه يعالج بالعقار الذي يقوم بتخفيف الأعراض.
ويؤكد د. أسامة محمود عزمي انخفاض نسبة الإصابة بالمرض أثناء الحمل. فالإصابة تكون خطيرة وشديدة خاصة إذا كانت مدخنة أو مصابة بمرض رئوي مثل الالتهاب الشعبي أو زيادة حجم الحويصلات الهوائية أو إذا كانت تعالج بالكورتيزون في الأشهر الثلاثة التي تسبق الحمل.
علاج الحامل
عن علاج الحامل إذا ما أصيبت بالمرض يقول : بداية لا يمكن التطعيم ضد الجديري المائي أثناء الحمل ومن الأفضل أن تدخل الحامل في حالة الإصابة المستشفى أو في حالة إصابتها بالمضاعفات مثل مشكلات بالصدر والتنفس أو صداع أو قيء أو إحساس بالتعب أو نزيف أو طفح دموي أو جلدي شديد. ويمكن أن تعالج الحامل بدواء تقوية المناعة بالحقن حتى 10 أيام من التعرض للمرض والذي من شأنه أن يخفف الأعراض.
وقد أظهرت دراسة أجريت على 97 سيدة حامل أصيبن بالمرض وعولجن بهذا العقار «vzig» أن أطفالهن لم يصابوا بالمرض. وفي حالة أخرى لم يتأكد عدم الإصابة بالمرض. حيث أصيب جنين بمضاعفات داخل الرحم بالرغم من علاج الأم بهذا العقار.
ويمكن أيضا للعقار الثاني أن يقلل من حدة الحمى والأعراض ولكن هذا العقار لا يوصف للحامل إلا بعد 20 أسبوعا من الحمل ويكون في هذه الحالة علاجا بالأقراص. وهذا العقار لا يعطي النتيجة المرجوة إذا تم تناوله بعد 24 ساعة من ظهور الطفح الجلدي وعند ظهور الطفح لابد من تجنب الهرش لعدم تلوث الجلد.
وينبه د. عزمي
إلى أنه عندما لا تكون الأم الحامل مكتسبة للمناعة ضد الجديري المائي أو غير متأكدة من ذلك فعليها اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض لمن يمكن أن يكون حاملا للمرض. ولابد للمصابين أن يتجنبوا التعامل مع الحوامل والأطفال الرضع حتى خمسة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي على الأقل أو حتى تسقط القشرة عن كل البثور. وفي النهاية يؤكد د. عزمي أنه لا يوجد علاج حاسم لجميع الحالات والأعمار ولابد من مراجعة الطبيب فور الإصابة